أنه وبسبب الانتشار الواسع والسريع لفيروس كورونا، فإن مختلف الدول في العالم اتخذت إجراءات الطوارئ للتقليل من انتشار هذا الوباء بإغلاق الجامعات والمدارس لفترات طويلة، مع الحرص على إيجاد التباعد الاجتماعي. وبالرغم من تعليق الجامعات والمدارس فقد اتخذت عدة قرارات حول كيفية استمرار العملية التعليمية مع المحافظة على سلامة الطلاب والمعلمين وأعضاء الهيئات الإدارية والتدريسية في المدارس والجامعات. وذلك باستخدام التعلم عن بُعد وقد حدث هناك خلط بين مفهومي التعلم عن بُعد والتعليم عن بُعد في حالات الطوارئ.
إن إنتاج وتصميم وتطوير المقررات الرقمية في التعلم عن بُعد يحتاج فترة زمنية من 6-8 أشهر من التصميم والتخطيط والتطوير، ومن ثم القيام بنشر المقرر الذي تم إنتاجه وفق معايير الجودة الرقمية، وذلك لأن المقررات الرقمية للتعلم عن بُعد تتميز بالجودة العالية، فهي تحتاج إلى وقت كبير في إنتاجها من خلال التصميم والتخطيط والتنفيذ للمقررات، فهي تقوم على مراعاة احتياجات الطلبة، بحيث تتفق مع أشكال وأنماط التعلم المختلفة، حيث يتم تصميم المقررات الرقمية لتكون ذات كفاءة وفعالية، بواسطة إشراك المتعلم في اختيار ما يناسبه في التعلم. فالمقررات الرقمية للتعلم عن بعد يتم تصميمها وإنتاجها وفق المعايير العالمية المتفق عليها، حيث تسعى للموازنة بين بيئة التعلم في مكان العمل أو البيت، وتحقيق حق التعلم للجميع، وسهولة الوصول لجميع الأفراد في المجتمع، حيث يتم القيام بتحديد الاحتياجات قبل البدء بمرحلة التصميم.
وتعتبر عملية تقييم الطلبة في التعلم عن بُعد هي عملية متكاملة تبدأ من خلال التقييم القبلي والتشخيصي للمتعلم، وفي أثناء التعلم وبعده، عبر استخدام استراتيجيات التقويم وأدواته المختلفة، التي يطلق عليها مسمى التقييم الواقعي، أو التقييم البديل التي تكون بعدة أشكال ما بين التعلم بالمشاريع، والمنتديات وغرف النقاش، والواجبات الفردية، وأوراق العمل التفاعلية والتأمل الذاتي.فهذه الأدوات المختلفة يتم تجهيزها مسبقاً في أثناء عملية التخطيط والتصميم والتطوير للمقرر الرقمي، مما يساهم في زيادة دافعية الطلبة في أثناء التعلم عن بُعد، والاستمرار في حضورهم لتلك المحاضرات.
أن المقررات الرقمية ومحاضرات التعلم عن بُعد في حالة الطوارئ لا تلبي الحدود الدنيا من الجودة الرقمية، فهي لاتلبي احتياجات الطلبة لأنها تقوم على الارتجالية، حيث إنها جاءت بسبب حالة طارئة، وغالباً ما تكون هذه الموارد التعليمية تم تجهيزها مسبقاً للتدريس الوجاهي. فتوظيف واستخدام التقنيات في التواصل مع الطلبة واستخدام التطبيقات الرقمية في توصيل الخدمات التعليمية للمتعلمين ليس دليلاً على التعلم عن بُعد، لان المحور المهم والأساسي في التعلم عن بُعد هو الطالب، ولكن الملاحظ في الوضع الراهن أن المحاضر أو المعلم ما زال هو من يقدم المعلومات دون وجود مصادر أخرى للمتعلم، فقد توفر حالياً دعم للمعلمين لاستخدام التقنيات في تصميم دروسهم، وقدمت كذلك فرص كبيرة لتطويرهم مهنيا، ولكن يوجد أمور أكثر أهمية من ذلك، وهي عملية تطوير المقرر واستراتيجيات التدريس واستراتيجيات التقويم وأدواتها التي لها دور هام جدا في تفاعل الطالب عبر الإنترنت، وحرصه على حضور تلك المحاضرات.
فعملية التحول للتعلم عن بُعد ليست بعملية يتم فيها استبدال النظام الإعتيادي بآخر تقني في التعليم، دون اهتمام ومراعاة للأسس التعليمية والتربوية في التخطيط والتصميم والتقييم والتطوير.
The page was started with Mobirise